24 يوليو 2010

ذاك أبي



هل هذا المُسجّى أبي ؟؟
ظل ابتسامة يشرق
في ظلمة الموت
شبح مسك يفوح
من آخر نفس
ولع بالحياه
يتوقف عن النبض
أبي العاشق
المولع بنكهة العيش
الصادق ...
تنطلق كلمته كالرمح
يقولها ويمضي
غير عابئٍ بالنتائج
هل هذا أبي ؟؟
أبي الذي لسنين ......
................................
يراافق محراثه الخشبي ،
يطمر الحبوب
واعداً بزهو السنابل
ينحني على قادومه
يقاوم قسوة الشوك
يطلق سراح منجله
في براح الحقول
يرعى ويعول
يبذر الحكمة
أمام مناقير الفهم
يسرج جموح انفعالاته
ويلقمنا فن الاختلاف
يصارع ولا يتبلّى
يقاوم ولا يكره
يشق بصلاته
سكون الليل
وبحنوه قسوة القلوب
ما سبقه عكّازه ...
إلى مكان
إلاّ وشرّعت
نوافذ الأمل
كم من لقمة
مغموسة بالدم والعرق
أسقطها في أفواهنا الصغيرة
مكتفياً بلذة المشاهدة
هل هذا المسجّى أبي
هل يشعر الكهل باليتم ؟؟
أولادي يحيطون بي
وأشعر أني لهم
لست كما كان لي
أشعر أنهم
لن يفتقدوني
كما أفتقده
أحن إلى دفء صوته
وهو يتهدج بالدعاء
وهو يروي حياته
المصبوغة بالمكابدة
أحن إلى تهلل وجهه
حين أفاجأه بالزيارة !!
حين يستقبل ضيوفه
"واقفاً على ساق واحدة"
افتقد حنكته
ذاكرته الصافية
تلظم الأحداث
عقداً متناسقاً
في رقاب الحكايا
هل هذا المسجّى أبي ؟؟؟
البارحة ...
تناول طعام العشاء
مع رفاقه
سامر عائلته
وأقبل على الموت
ببساطة ...
كعادته دائماً
حين يواجه
عظائم الأمور
يا الله ....
يامن خلقته وأمته
تقبل ذكره وشكره
صلاته وقيامه
حجه وصيامه
إيمانه الفطري
بجنتك التي وعدت
يا الله
بعدد ما أسقط
في أفواهنا
زمن الضنك

بقدر ما علّم وأرشد
بقدر ما أكرم من ضيف
وما أصلح من بين
وما أغاث
من ملهوف
يا الله
يامن تعلم
وحدك حكمة الموت
يسر لنا صبراً
على فراقه المر ...



23 فبراير 2010

غداً عام آخر


غداً يوم آخر
غداً عام جديد
الأولاد يذهبون إلى المدرسة
يتعلمون فيها
ما يفرقون به
بين المرء وذاته
الشباب في الطرقات
أيديهم ..
على مقابض الشجار
سكاكينهم ...
على رؤوس ألسنتهم
الهواتف تختصر المسافة
تحرق بهجة المفاجأة
والصبايا يرفلن في العنوسة
العود والناي
يترجلان للطبول
طبول الذات الجوفاء
والإعلانات الرخيصة
طبول الحرب ..
الواصلون نهاية العلم
يلجون أوحال القبيلة
يستبدلون الذي هو وطن
بالذي هو أدنى ...

نهج آخر



امتطي لحظة الشعر
حين تنيخ
على غفلة
من تشتت روحي
على غفلة من الوجع
ذلك الذي
حل فجأة
ذات مساء خريفي
فأيقنت أن الكلام
سيصبح غير الكلام
وأنه لم يعد
موطئ إحساس
إلا لسطوة الألم
ذلك الذي
كنت أهذي به
ولا أعرفه ...
...............
...............
امتطيها ...
وهي تخب بلا هدى
تتمرد على
رسن التذوق
وتبحث وهي تتخبط
عن رائحة
ذلك الذي
سجّى في الريح
فصارت كل هبوب
تلحق شذاه
غير عابئة
بما يثيره عدوها من نشاز ..
تعدو ...
تتشمم خطاه
ترفع رأسها للريح
حين تبخل بالهبوب
تدور حول نفسها
تتفقده خلفها
ثم تحن بعمق السكون
واتساع الموت ....

04 فبراير 2010

مقايضة

هل سبق
وكنت شاعراً ؟؟
هل تغزلت بالجميلات
واكتويت بجمرة العشق
فسرقتني العيون الساحرة
من ذاتي ....
هل تحدثت :
عن الألم والوحدة
وهجر الأصدقاء
والراتب الهزيل
وانشغال الزوجة
وربكة الوظيفة
هل تقلبت في السرير
مراوداً عناد النوم
وأصبحت حاد المزاج
على رجع ألم مجهول
هل سرقني
الحزن الغامض
من مرح الأصدقاء
وانتزعتني القصيدة
ممن حولي
فاستمعت لهم
بهامش وعي
بينما أتسلق
ملكوت الكلام
حافياً سوى
من قلقي وحيرتي
هل كان ذلك بذخاً
افتعالاً ... حقيقةً ... خيالاً
أعيدوا لي صغيري
وسوف أبتسم مستخفاً
بكل الذي كان ...
....................
...............
أعيدوا لي
ضحكته المجلجلة
بنكهة السخرية
روحه الرافضة
عناده الحار
حنانه الدافئ
حين يتفقدني
لحظة يعاودني
هذا الصداع العنيد ...
يقتسم معي
ما في جيوبه الصغيرة
من قطع الحلوى ...
أعيدوا لي بهجته التي
لم تجد لها مكاناً
طاردها حزن بليد
توجس وقلق
لم يتركا لي يوماً
وقتاً لتناول دعابته

أعيدوه لي
وخذوا حزني كله
وما أنتج هذا الحزن
من قصائد ....



09 يناير 2010

القصيدة التي أريدها


أريد أن أكتب قصيدة

هل يكمن للخباز

أن يفقد

سر السبك ؟؟

هل يمكن للنار التي تتأجج

أن تعجز

عن لحظة النضج ؟؟

....................

حين أدرك ما أقول

حين أفرغ

صهير الحزن

على وجه ورقة

حين أنحاز لذاتي

واتكور على إعاقتها

هل يكون ذلك شعراً ؟؟؟

..........................

أتصيد لحظات حزني

أيها يصلح

لإشعال لغة القصيدة ؟؟

أيها يقدر على

استخلاص الشعر الخالي

من شوائب الأنا

.....................

القصيدة التي أريدها

تصبو لقول العالم

تسمو عن حزني

وألمي وفقدي

تتجاوز ظلم الأقارب

وقسوة الأصدقاء

وجحود الرفاق

تمر بجانب اليومي

تختزل الكلام

وتتسلق مشارف المجهول

لتلتقي السر الغامض

الذي اتوق إليه

ولا أعرفه