23 فبراير 2010

غداً عام آخر


غداً يوم آخر
غداً عام جديد
الأولاد يذهبون إلى المدرسة
يتعلمون فيها
ما يفرقون به
بين المرء وذاته
الشباب في الطرقات
أيديهم ..
على مقابض الشجار
سكاكينهم ...
على رؤوس ألسنتهم
الهواتف تختصر المسافة
تحرق بهجة المفاجأة
والصبايا يرفلن في العنوسة
العود والناي
يترجلان للطبول
طبول الذات الجوفاء
والإعلانات الرخيصة
طبول الحرب ..
الواصلون نهاية العلم
يلجون أوحال القبيلة
يستبدلون الذي هو وطن
بالذي هو أدنى ...

نهج آخر



امتطي لحظة الشعر
حين تنيخ
على غفلة
من تشتت روحي
على غفلة من الوجع
ذلك الذي
حل فجأة
ذات مساء خريفي
فأيقنت أن الكلام
سيصبح غير الكلام
وأنه لم يعد
موطئ إحساس
إلا لسطوة الألم
ذلك الذي
كنت أهذي به
ولا أعرفه ...
...............
...............
امتطيها ...
وهي تخب بلا هدى
تتمرد على
رسن التذوق
وتبحث وهي تتخبط
عن رائحة
ذلك الذي
سجّى في الريح
فصارت كل هبوب
تلحق شذاه
غير عابئة
بما يثيره عدوها من نشاز ..
تعدو ...
تتشمم خطاه
ترفع رأسها للريح
حين تبخل بالهبوب
تدور حول نفسها
تتفقده خلفها
ثم تحن بعمق السكون
واتساع الموت ....

04 فبراير 2010

مقايضة

هل سبق
وكنت شاعراً ؟؟
هل تغزلت بالجميلات
واكتويت بجمرة العشق
فسرقتني العيون الساحرة
من ذاتي ....
هل تحدثت :
عن الألم والوحدة
وهجر الأصدقاء
والراتب الهزيل
وانشغال الزوجة
وربكة الوظيفة
هل تقلبت في السرير
مراوداً عناد النوم
وأصبحت حاد المزاج
على رجع ألم مجهول
هل سرقني
الحزن الغامض
من مرح الأصدقاء
وانتزعتني القصيدة
ممن حولي
فاستمعت لهم
بهامش وعي
بينما أتسلق
ملكوت الكلام
حافياً سوى
من قلقي وحيرتي
هل كان ذلك بذخاً
افتعالاً ... حقيقةً ... خيالاً
أعيدوا لي صغيري
وسوف أبتسم مستخفاً
بكل الذي كان ...
....................
...............
أعيدوا لي
ضحكته المجلجلة
بنكهة السخرية
روحه الرافضة
عناده الحار
حنانه الدافئ
حين يتفقدني
لحظة يعاودني
هذا الصداع العنيد ...
يقتسم معي
ما في جيوبه الصغيرة
من قطع الحلوى ...
أعيدوا لي بهجته التي
لم تجد لها مكاناً
طاردها حزن بليد
توجس وقلق
لم يتركا لي يوماً
وقتاً لتناول دعابته

أعيدوه لي
وخذوا حزني كله
وما أنتج هذا الحزن
من قصائد ....