23 فبراير 2009

تناسل



حين يحتويك الليل
وتضمك الجدران
حين يبيعك الأمس
وتتخلّى عنك الذاكرة
تصعد درج المحاولة
تتخبط في مفازة الأسئلة
تتهيأ لك الحقائق
تتفرس في سحنة الزيف …
ثم تكتشف أنك
لم تكتشف شيئاً
تبني من تأتأة الأمس

فضاءً لأبجديتك
تحيك من الوجوه المسرعة
مدىً للتخيل
يتشربك الفضول
وأنت تبحثُ عما تساقط ….
على يد المجهول
عن الأمس الغامض المفقود
كيف له أن يلد اليوم
يغادرك الجسد

وتبحث في علة الروح
في هذا الانكسار الدفين
تلكز تمردك الحرون
تطلق تمردك للريح
وفي كل مرة
يعاندك هذا الشعور المقيت
ويدور حول نفسه
لم تزل تقول …

لم تزل تحيا …
كما آدم
أنت قادم بلا أمس
يتيم بأمك وأبيك
تتخذ من الكلام نسباً
وليس يعنيك الصدى
تخلع شرنقة الأربعين
ترتق آدميتك الممزقة
وتواجه دون سلاح
ترفض كل شيء
ققط يظل القلم
وبقايا ليل
يهرب من النافذة ..

(من ديوان عصيان الكلام وأشياء أخرى)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق